يُعد الهيل (الحبهان) من أقدم التوابل استخداماً في العالم، إذ دخل في وصفات الطعام والعلاجات التقليدية منذ قرون.
ومع تطور الأبحاث العلمية، أثبتت دراسات حديثة أن هذه الحبوب العطرية الصغيرة تحتوي على مركّبات نباتية فعالة تمتلك خصائص مضادة للالتهابات والبكتيريا، وقد تساعد في تحسين صحة القلب والفم والكبد وحتى الوقاية من السرطان.
ينتمي الهيل إلى نفس عائلة الزنجبيل ويُستخرج من بذور نبات عطري تُستخدم في الأطعمة والمشروبات حول العالم.
يضيف نكهة مميزة إلى القهوة العربية، والشاي، والحلويات، واللحوم، والكاري، ويمكن شراؤه في شكل قرون كاملة، أو مطحون، أو زيت عطري، أو كبسولات عشبية.
ولكنه يتمتع بفوائد صحية مذهلة إذا تم مضغ حبتين يومياً على معدة فارغة، بحسب تقرير نشره موقع Health Line.
أظهرت دراسات أن زيت الهيل المستخرج من البذور يمكنه قتل أنواع متعددة من البكتيريا.
وأوضحت الأبحاث أن خلاصة الهيل (الحبهان) فعالة ضد بكتيريا الفم المسببة لالتهاب اللثة وتسوس الأسنان، ويُعتقد أن السبب يعود إلى قدرته على إتلاف جدران الخلايا البكتيرية، مما يحد من انتشار العدوى.
أشارت دراسات عديدة إلى أن الهيل قد يساعد في مواجهة متلازمة الأيض، وهي مجموعة من المشكلات الصحية تشمل:
- السمنة
- ارتفاع ضغط الدم
- زيادة الدهون الثلاثية
- انخفاض الكوليسترول الجيد (HDL)
في تجربة سريرية عام 2021 على نساء يعانين من السمنة وبدايات السكري، أدى تناول 3 غرامات من الهيل يومياً لمدة شهرين إلى خفض الكوليسترول الكلي و«الضار» (LDL)، وتحسين مستوى الكوليسترول الجيد.
كما أظهرت مراجعة علمية عام 2023 أن الهيل يقلل مؤشرات الالتهاب، ويساعد على خفض ضغط الدم.
يُعتقد أن المركّبات النشطة في الهيل يمكن أن تحسن صحة القلب عبر خفض الدهون الضارة وتنظيم ضغط الدم.
وأظهرت دراسة حديثة عام 2024 أن استهلاك الهيل قد يسهم في تقليل الالتهابات وتحسين توازن الدهون في الدم، ما يقلل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
استخدم الناس الهيل منذ قرون كوسيلة طبيعية لإنعاش النفس.
لكن فوائده تتجاوز الرائحة المنعشة، إذ أظهرت دراسة عام 2020 أن مستخلص الهيل يمتلك خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب تُساعد في محاربة البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة وأمراض اللثة.
في الطب الهندي التقليدي (الأيورفيدا)، يُستخدم الهيل كعلاج طبيعي لتنقية الجسم من السموم.
وأشارت دراسات حديثة إلى أن الهيل يمكن أن يخفف الأضرار الناتجة عن بعض الأدوية مثل «تاموكسيفين» المستخدم في علاج سرطان الثدي، والذي قد يؤثر في الكبد.
كما أظهرت أبحاث أُجريت على الحيوانات أنه يقلل الإجهاد التأكسدي الناتج عن جرعات زائدة من «الباراسيتامول».
يحتوي الهيل على مركّبات نباتية (فيتوكيميائية) قد تسهم في مقاومة نمو الخلايا السرطانية.
وأظهرت دراسة عام 2024 أن هذه المركّبات قد تساعد الجسم على مقاومة مقاومة العلاج الكيميائي، كما يمكنها الحد من الآثار السامة الناتجة عن بعض العلاجات السرطانية.
ورغم النتائج المبشرة، لا يُعد الهيل علاجاً بديلاً، بل مكملاً طبيعياً داعماً للصحة.
مثل قريبه الزنجبيل، يُستخدم الهيل في تهدئة اضطرابات الجهاز الهضمي.
وقد كشفت دراسة علمية عام 2024 أن زيت الهيل العطري يمكن أن يحمي المعدة من القرح الناتجة عن الكحول عبر تقليل الأكسدة والالتهاب، رغم أن التجارب البشرية لا تزال محدودة.
صحيفة الخليج